بادو الزاكي :أنا بكامل الإستعداد للعودة لتدريب الفريق ....
صفحة 1 من اصل 1
بادو الزاكي :أنا بكامل الإستعداد للعودة لتدريب الفريق ....
بادو الزاكي أنا بكامل الإستعداد للعودة لتدريب الفريق الوطني ليس من حقي أن أحاكم لا نتائج ولا تصريحات هنري ميشيل فريقنا الوطني قادر على أن يتعافى من جرح الإقصاء أعتقد أنني رجل المرحلة التأهل لكأس العالم 2010 له شروطه وله رجاله
لمنتخب: بداية كيف عشت إقصاء الفريق الوطني من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم بغانا، هل كنت تتوقع أن يكون خروج الأسود صاغرا على هذا النحو؟
ـ بادو الزاكي: حزنت أولا كما كل الناس على أن النتائج لغاية الأسف لم تكن في مستوى الإنتظارات، وحزنت ثانيا لكون هذا الجيل الذي يشكل الفريق الوطني والذي تكون معي قبل خمس سنوات لم يبلغ في النهاية ما كان أصلا مؤهلا له، صحيح أنه بلغ نهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، ونال لقب وصيف بطل إفريقيا، وكان على بعد خطوة صغيرة جدا من اللقب الإفريقي، إلا أنه بعد ذلك عاش مرتين خروجا من الدور الأول، في دورة مصر سنة 2006 وفي دورة غانا سنة 2008·· وأستطيع القول بأنه ما كان يستحق في المناسبتين معا مثل هذا الخروج المبكر من المنافسات··
المنتخب: هل تستطيع أن تجد لهذا الخروج الصاغر من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم في مصر وغانا أسبابا موضوعية؟
ـ بادو الزاكي: ليس من أخلاقي ولا من إختصاصي أن أحاكم عملا أنجزه مدربون آخرون، في النهاية قد أختلف معهم في طبيعة العمل وفي التوجهات، ولكنني أحترم خصوصياتهم، لقد تابعت كل المباريات وكان من الطبيعي أن أقول كان لابد من عمل هذا أو عمل ذاك، ولكن هي إنطباعات شخصية، فمن يعني بالقرار هو الرجل الذي يتقمص دور الربان·
وقد آليث على نفسي ألا أقدم أي تعليق من أي نوع، لأنني أحترم أخلاقيات المهنة·
المنتخب: ولكن هذا الفريق الوطني الذي لعب بمصر وأخيرا بغانا هو فريق وطني مشكل بنسبة عالية من عناصر هي نفسها التي كانت معك قبل أربع سنوات عندما بلغت الدور النهائي بتونس؟
ـ بادو الزاكي: صحيح، ولكن هل الفريق الوطني هو مجرد عناصر يتم إنتقاؤها بحسب الجاهزية والأهلية والمرجعية التقنية، الفريق الوطني هو محيط كامل، والمباراة التي يخوضها الفريق الوطني هي حلقة من ضمن حلقات مسلسل طويل، هل عرفت ما أقصد؟
المنتخب: وضح أكثر··
ـ بادو الزاكي: الفريق الوطني هو مجموعة من المتدخلين، هو شأن يتم تدبيره بشكل جماعي، صحيح أن الناخب الوطني له مسؤولية أكبر لأنه هو من يختار العناصر، هو من يضع أسلوب اللعب، هو من يؤطر اللاعبين نفسيا وتقنيا وتكتيكيا، ولكن ما من شيء يقول بأن العناصر الأخرى المتدخلة ليست لها أهمية، من جامعة، من صحافة ومن رأي عام·· الفريق الوطني هو مسؤولية الجميع·
المنتخب: حزنك على الحصيلة الكارثية للفريق الوطني في دورتي مصر وغانا، هل هو حزن على عمل كنت قد أنجزته على مدى ثلاث سنوات وتم إغتياله، أم هو حزن رجل مغربي على فريقه الوطني؟
ـ بادو الزاكي: لنقل أنني حزين في الوجهين معا·· إذا لم أقل أن الحزن الأول، هو حزن مدرب أنفق سنوات من العمل والجهد ليكون الفريق الوطني بالمستوى الذي يرضي طموحات شعب بكامله، ووجد في النهاية أن الأمور سارت عكس الإتجاه الصحيح، وهو حزن إنسان مغربي لا يريد في النهاية إلا الخير لبلده·
المنتخب: طيب تابعت ما جرى بعد عودة الأسود من غانا، هنري ميشيل يعقد ندوة صحفية، يقيم محاكمة علنية لكرة القدم الوطنية، ثم يقضي المكتب الجامعي بإقالته·
ـ بادو الزاكي: هذا أمر لا يعنيني·
المنتخب: ولكن هنري ميشيل لم يُقل لأننا أقصينا من الدور الأول لدورة غانا، ولكن لأنه أطلق تصريحات أعتبرت مهينة للجامعة ولكرة القدم الوطنية؟
ـ بادو الزاكي: عندما جئت إلى الجامعة للعمل على مستوى المنتخبات الوطنية كمساعد أولا لكويليو ولو أنني لم أجر معه أي حصة، ثم كمدرب وناخب وطني، حرصت على أن يقوم عقدي مع الجامعة على أهداف وليس على آجال زمنية يتحدد فيها المزاج، في البداية قلت أن الهدف الأول هو أن نتأهل إلى دورة تونس، ثم كان الهدف الثاني الذي يسمح بتمديد العقد هو بلوغ الدور النصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم بتونس سنة 2004، وعندما بلغنا هذا الهدف جلست مع أعضاء الجامعة وأنجزنا عقدا ثانيا يحدد كهدف التأهل لكأس العالم 2006 بألمانيا··
بعد أن حال الحظ وظروف كثيرة ما زالت حاضرة بذاكرتي دون وصولنا إلى كأس العالم، ولم نكن طوال المشوار الإقصائي قد خسرنا أي مباراة، بمجرد العودة إلى المغرب وضعت إستقالتي أمام الجامعة إحتراما أولا لما ينص عليه العقد وإعترافا مني ثانيا بفشلي في بلوغ الهدف·
ومع أن هناك عناصر كثيرة تحكمت في هذا الإقصاء وكانت فوق طاقتي وفوق إختصاصاتي، فقد تحملت كامل مسؤوليتي ورحلت··
عندما تكون مدربا لمنتخب وطني أو حتى لفريق، فأنت أمام أهداف يجب أن تبلغها، ولتبلغ هذه الأهداف عليك أن تفوز، أما إذا راكمت الهزائم، فما عليك إلا أن ترحل·
المنتخب: ولكن هنري ميشيل، ظل دائما يقول أن كأس إفريقيا لم تكن من أولوياته؟
ـ بادو الزاكي: هذا شأنه، وقد تحمل فيه كامل مسؤوليته··
المنتخب: اليوم وقد تم الإنفصال عن هنري ميشيل، بات الفريق الوطني بحاجة إلى ناخب وطني جديد، تقع عليه مسؤوليات جسيمة، هل تستطيع أن تضبط خصوصيات المرحلة؟
ـ بادو الزاكي: لابد من الإعتراف أنها مرحلة دقيقة، ولأن ما حدث بعد غانا، كان أكبر بكثير من الإقصاء والخروج من الدور الأول، هناك لغاية الأسف حالة من الإحباط والتمزق النفسي، إذ لم تواجه هذه الحالة بالحكمة فسيضيع منا فريق وطني، أنا مؤمن أنه مازال بمقدوره أن يقدم الشيء الكثير·
شيء آخر هو أنه لم يعد يفصلنا عن بداية تصفيات كأس العالم سوى ثلاثة أشهر، ما يعني أن هناك عملا كبيرا في إنتظار الناخب الوطني الجديد·
المنتخب: هذا الناخب الوطني، لماذا لا تكون أنت، هل تشعر فعلا أنك رجل المرحلة؟
ـ بادو الزاكي: ليس أنا من يقرر، هناك جامعة هي المسؤولة عن إختيار الناخب والمدرب الوطني، إن كان علي أنا فأبدا لن أتردد في تلبية نداء الوطن، لطالما أنني أعتبر تدريب الفريق الوطني تشريفا قبل أن يكون تكليفا وأنتم تعرفون ما مثله الفريق الوطني في حياتي كلاعب وبعدها كمدرب، لذلك فأنا على أتم الإستعداد لتحمل المسؤولية في هذا الظرف بالذات·
المنتخب: ولماذا هذا الظرف بالذات؟
ـ بادو الزاكي: أولا لأنني رجل التحديات، وثانيا لأنني أحمل في رأسي خارطة الطريق، أعرف ما يجب فعله لرد الإعتبار للاعبين، لرفع حالة الإحباط التي حاصرتهم، وأيضا لتجاوز الكبوات السابقة، لقد تركت بعد رحيلي فريقا وطنيا قويا، أغلب عناصره موجودة وهي ما زالت قادرة على العطاء، وهناك بطبيعة الحال عناصر أخرى ظهرت في الآونة الأخيرة تستطيع أن تقدم إضافات نوعية·
المنتخب: عندما تصبح عودتك للإشراف على الفريق الوطني مطلبا وطنيا، عندما نسمع إسمك يتردد على كثير من الألسنة، بماذا يشعرك ذلك؟
ـ بادو الزاكي: بكثير من الفخر، وفيه أيضا كثير من الإنصاف·· لقد قلت مع نفسي يوم كنت أصوغ إستقالتي لأضعها أمام الجامعة ، ليس فقط بسبب أننا لم نصل إلى كأس العالم بألمانيا، ولكن أيضا لأنني وفريق العمل، كنا نشعر بنقص كبير في الحماية، قلت أنه سيأتي يوم تظهر فيه حقيقة العمل الذي قمت به بمعية كل المعاونين، واليوم عندما يطالب الرأي العام بنسبة لا أستطيع أن أحددها بعودتي للفريق الوطني، فهذا معناه أن الكل كان راضيا على ما أنجزته من قبل·
فوق ذلك يشعرني ذلك بمسؤولية، فما تصنعه من أجل وطنك، من أجل ملكك، من أجل فريقك الوطني، أكبر بكثير مما تصنعه لنفسك··أظنك عرفت قصدي··
المنتخب: القصد أنك تستبعد كليا الفشل؟
ـ بادو الزاكي: من طبعي أن لا أقبل بالفشل، وباستمرار أعمل من أجل أن أنجح، وعندما يتعلق الأمر بالفريق الوطني، فإنني أضغط على نفسي أكثر لأنجح، وفي ذلك توكل على الله سبحانه وتعالى، والذي يجازي الإنسان على قدر نيته وعلى قدر إخلاصه في العمل··
المنتخب: هل تشعر أنت أن الجامعة أحسنت جزاءك؟
- بادو الزاكي: لست ممن يعلق فشله على الآخرين، بالعكس أريد أن يشاركني النجاح كل الناس، والجامعة تعرف ماذا حققه الزاكي مع الفريق الوطني، كيف كان يعمل، كيف كان يفكر، وكيف كان يتدبر الإختلاف، لطالما أن القصد في النهاية هو خدمة الفريق الوطني··
المنتخب: طيب، أعود وأسألك، هل أنت مستعد للعودة إلى تدريب الفريق الوطني؟
- بادو الزاكي: أؤكد لك أنني بكامل الإستعداد لتدريب الفريق الوطني، وأعرف ماذا تمثل المرحلة، ما هي إكراهاتها، وما هي رهاناتها وتحدياتها؟ ولي كامل القدرة لأن أصالح الفريق الوطني مع نفسه ومع الجماهير أيضا،
ثم من أكون حتى أرفض نداء الواجب، لست أنا من يفعل ذلك برغم ما قاسيت وما عانيت، الوطن عندي أكبر من كل شيء، إنه فوق المساومة··
المنتخب: عندما نسأل إدارة الجامعة، يقولون أنك لم تضع بعد ترشيحك لتدريب الفريق الوطني؟
- بادو الزاكي: لا، أفهم·· هل أنا من يحتاج لوظيفة؟ هل هي مناقصة؟
الجامعة هي من يبحث عن مدرب وناخب وطني، وهي من يجب أن تدقق في البحث عن الأصلح للمرحلة، هي من يجب أن تتحمل كامل مسؤولياتها في ذلك؟
المنتخب: أظنك سمعت بالمعايير التي وضعتها الجامعة لاختيار مدرب وناخب وطني جديد، هل تعتقد أنك تستجيب لهذه المعايير؟
- بادو الزاكي: المعيار الوحيد الذي أعرفه ويعرفه الكل، أن بادو الزاكي أشرف بين 2002 و2005 على تدريب الفريق الوطني، وأنه نجح في بناء منتخب جديد، قاده لنهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، ثم كان على بعد خطوة من نهائيات كأس العالم 2006، لقد خرج منها من دون أن يخسر أي مباراة·
أنت كمن تقول لي أن الزاكي كان صالحا لذلك الوقت ولم يعد صالحا لهذا الوقت··
المنتخب: يقولون أن عليك أن تضع سيرتك الذاتية لدى إدارة الجامعة؟
- بادو الزاكي: وهل إدارة الجامعة لا تعرفني؟ ألم تكن بحوزتها سيرتي الذاتية؟
المنتخب: ولكنهم يريدون معرفة ما إذا كانت لك الرغبة لتدريب الفريق الوطني الآن، أم لا؟
- بادو الزاكي: للمرة الثالثة ولو كان للمرة الألف، فسأقول أنني في أتم الإستعداد، ومهما تكن طبيعة التحديات، مهما يكن ما عانيته فأنا لا أستطيع أن أتخلف عن نداء الوطن··
المنتخب: نسمع أن هناك داخل الجامعة من يقول أن بعودة الزاكي قد يتكرر ذات الخطأ الذي ارتكب مع هنري ميشيل؟
- بادو الزاكي: الزاكي هو الزاكي وهنري ميشيل هو هنري ميشيل، أنا أحترم الرجل ولكنني لا أريد أن أوضع في مقارنة معه، فله ظروفه ولي ظروفي، له أسلوبه في العمل ولي أسلوبي في العمل··
صدقني ليس هناك مجال لوضع المقارنات·
المنتخب: أعود وأسألك لماذا لا تستصيغ مبدأ وضع ترشيحك؟
- بادو الزاكي: أنا أنطلق معك من حتمية، هي أن الجامعة الملكية لكرة القدم، هي من يبحث عن مدرب وناخب وطني تتطابق مؤهلاته وشخصيته ومرجعيته مع المرحلة التي قلت أنها مرحلة صعبة، ولكن العمل على تجاوزها ليس مستحيلا، لذلك فدور الجامعة أن تذهب في البحث عن مدرب يتناسب مع رهانات وتحديات المرحلة، ولا تنتظر أن يأتي المدرب إليها، المدربون الجيدون لا يعرضون أنفسهم··
لذلك أرى من غير المنطقي أن أقدم كتابة ترشيحي لتدريب الفريق الوطني، أولا إن كان على الإستعداد فأنا مستعد وأرى الأمر على أنه واجب وطني·
ثانيا إن كان على سيرتي الذاتية فهم يعرفونها جيدا·
سأقول لك، بعد أن إنفصلت عن الفريق الوطني، كنت مرشحا من قبل الجامعة السينغالية لكرة القدم لتدريب أسود التيرانغا، إتصلوا بي، عرضوا علي الأمر، وطلبوا مني عرضا بمطالبي المادية وأيضا كشفا بسيرتي الذاتية··
المنتخب: من وجهة نظرك، هل سيكون بمقدور الفريق الوطني أن ينهض سريعا من رماد الإقصاء والإحباط؟
- بادو الزاكي: بمقدوره أن يفعل ذلك، لو تهيأت له الأرضية الصحيحة، اللاعبون بحاجة إلى مناخ صحي يستعيدون منه ثقتهم ويردون لأنفسهم الإعتبار··
المنتخب: هل تابعت المنتخب المصري وهو يحقق ثاني لقب إفريقي له على التوالي؟
- بادو الزاكي: نعم وأهنئه على ذلك، وأهنئ بخاصة مدربه حسن شحاتة، الذي حصد بنجاح كبير ما زرعه من قيم بين لاعبيه، وحصد بنجاح أيضا الإستقرار التقني والعمل التصاعدي الذي ينجز في مصر على مستوى الأندية والمنتخبات، لقد رأيت أن منتخب مصر يتشكل بنسبة عالية من لاعبي الأهلي ثم من لاعبي الزمالك والإسماعيلي وقلة من المحترفين، وعندما نرى الأهلي كفريق القرن داخل إفريقيا وما يراكمه من ألقاب، ندرك سر النجاح·
المنتخب: ماذا عن شخصية حسن شحاتة؟
- بادو الزاكي: شخصية كاريزمية، آمن بأسلوبه في العمل، آمن بلاعبيه، ثم وهذا هو الأهم لم تنل منه كل الإنتقادات التي إستهدفته وحتى وهو يفوز باللقب الإفريقي سنة 2006 بمصر، لقد قدم الدليل على أن الناخب الوطني إذا كان من أبناء البلد، فإنه يقدم إضافة من طبيعة روحية ونفسية للمنتخب·
المنتخب: أتركك تضع خاتمة لهذا الحوار؟
- بادو الزاكي: أشكر كل الذين إعترفوا لي بالعمل الذي أنجزته من قبل مع أسود الأطلس، بدليل أنهم يطالبون اليوم بعودتي، وأقول رفعا لأي إلتباس، أنني لا أقدم أي شروط مسبقة للعودة لتدريب الفريق الوطني، فهذا واجب وطني يعلو على كل الأشياء
جريدة المنتخب
لمنتخب: بداية كيف عشت إقصاء الفريق الوطني من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم بغانا، هل كنت تتوقع أن يكون خروج الأسود صاغرا على هذا النحو؟
ـ بادو الزاكي: حزنت أولا كما كل الناس على أن النتائج لغاية الأسف لم تكن في مستوى الإنتظارات، وحزنت ثانيا لكون هذا الجيل الذي يشكل الفريق الوطني والذي تكون معي قبل خمس سنوات لم يبلغ في النهاية ما كان أصلا مؤهلا له، صحيح أنه بلغ نهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، ونال لقب وصيف بطل إفريقيا، وكان على بعد خطوة صغيرة جدا من اللقب الإفريقي، إلا أنه بعد ذلك عاش مرتين خروجا من الدور الأول، في دورة مصر سنة 2006 وفي دورة غانا سنة 2008·· وأستطيع القول بأنه ما كان يستحق في المناسبتين معا مثل هذا الخروج المبكر من المنافسات··
المنتخب: هل تستطيع أن تجد لهذا الخروج الصاغر من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم في مصر وغانا أسبابا موضوعية؟
ـ بادو الزاكي: ليس من أخلاقي ولا من إختصاصي أن أحاكم عملا أنجزه مدربون آخرون، في النهاية قد أختلف معهم في طبيعة العمل وفي التوجهات، ولكنني أحترم خصوصياتهم، لقد تابعت كل المباريات وكان من الطبيعي أن أقول كان لابد من عمل هذا أو عمل ذاك، ولكن هي إنطباعات شخصية، فمن يعني بالقرار هو الرجل الذي يتقمص دور الربان·
وقد آليث على نفسي ألا أقدم أي تعليق من أي نوع، لأنني أحترم أخلاقيات المهنة·
المنتخب: ولكن هذا الفريق الوطني الذي لعب بمصر وأخيرا بغانا هو فريق وطني مشكل بنسبة عالية من عناصر هي نفسها التي كانت معك قبل أربع سنوات عندما بلغت الدور النهائي بتونس؟
ـ بادو الزاكي: صحيح، ولكن هل الفريق الوطني هو مجرد عناصر يتم إنتقاؤها بحسب الجاهزية والأهلية والمرجعية التقنية، الفريق الوطني هو محيط كامل، والمباراة التي يخوضها الفريق الوطني هي حلقة من ضمن حلقات مسلسل طويل، هل عرفت ما أقصد؟
المنتخب: وضح أكثر··
ـ بادو الزاكي: الفريق الوطني هو مجموعة من المتدخلين، هو شأن يتم تدبيره بشكل جماعي، صحيح أن الناخب الوطني له مسؤولية أكبر لأنه هو من يختار العناصر، هو من يضع أسلوب اللعب، هو من يؤطر اللاعبين نفسيا وتقنيا وتكتيكيا، ولكن ما من شيء يقول بأن العناصر الأخرى المتدخلة ليست لها أهمية، من جامعة، من صحافة ومن رأي عام·· الفريق الوطني هو مسؤولية الجميع·
المنتخب: حزنك على الحصيلة الكارثية للفريق الوطني في دورتي مصر وغانا، هل هو حزن على عمل كنت قد أنجزته على مدى ثلاث سنوات وتم إغتياله، أم هو حزن رجل مغربي على فريقه الوطني؟
ـ بادو الزاكي: لنقل أنني حزين في الوجهين معا·· إذا لم أقل أن الحزن الأول، هو حزن مدرب أنفق سنوات من العمل والجهد ليكون الفريق الوطني بالمستوى الذي يرضي طموحات شعب بكامله، ووجد في النهاية أن الأمور سارت عكس الإتجاه الصحيح، وهو حزن إنسان مغربي لا يريد في النهاية إلا الخير لبلده·
المنتخب: طيب تابعت ما جرى بعد عودة الأسود من غانا، هنري ميشيل يعقد ندوة صحفية، يقيم محاكمة علنية لكرة القدم الوطنية، ثم يقضي المكتب الجامعي بإقالته·
ـ بادو الزاكي: هذا أمر لا يعنيني·
المنتخب: ولكن هنري ميشيل لم يُقل لأننا أقصينا من الدور الأول لدورة غانا، ولكن لأنه أطلق تصريحات أعتبرت مهينة للجامعة ولكرة القدم الوطنية؟
ـ بادو الزاكي: عندما جئت إلى الجامعة للعمل على مستوى المنتخبات الوطنية كمساعد أولا لكويليو ولو أنني لم أجر معه أي حصة، ثم كمدرب وناخب وطني، حرصت على أن يقوم عقدي مع الجامعة على أهداف وليس على آجال زمنية يتحدد فيها المزاج، في البداية قلت أن الهدف الأول هو أن نتأهل إلى دورة تونس، ثم كان الهدف الثاني الذي يسمح بتمديد العقد هو بلوغ الدور النصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم بتونس سنة 2004، وعندما بلغنا هذا الهدف جلست مع أعضاء الجامعة وأنجزنا عقدا ثانيا يحدد كهدف التأهل لكأس العالم 2006 بألمانيا··
بعد أن حال الحظ وظروف كثيرة ما زالت حاضرة بذاكرتي دون وصولنا إلى كأس العالم، ولم نكن طوال المشوار الإقصائي قد خسرنا أي مباراة، بمجرد العودة إلى المغرب وضعت إستقالتي أمام الجامعة إحتراما أولا لما ينص عليه العقد وإعترافا مني ثانيا بفشلي في بلوغ الهدف·
ومع أن هناك عناصر كثيرة تحكمت في هذا الإقصاء وكانت فوق طاقتي وفوق إختصاصاتي، فقد تحملت كامل مسؤوليتي ورحلت··
عندما تكون مدربا لمنتخب وطني أو حتى لفريق، فأنت أمام أهداف يجب أن تبلغها، ولتبلغ هذه الأهداف عليك أن تفوز، أما إذا راكمت الهزائم، فما عليك إلا أن ترحل·
المنتخب: ولكن هنري ميشيل، ظل دائما يقول أن كأس إفريقيا لم تكن من أولوياته؟
ـ بادو الزاكي: هذا شأنه، وقد تحمل فيه كامل مسؤوليته··
المنتخب: اليوم وقد تم الإنفصال عن هنري ميشيل، بات الفريق الوطني بحاجة إلى ناخب وطني جديد، تقع عليه مسؤوليات جسيمة، هل تستطيع أن تضبط خصوصيات المرحلة؟
ـ بادو الزاكي: لابد من الإعتراف أنها مرحلة دقيقة، ولأن ما حدث بعد غانا، كان أكبر بكثير من الإقصاء والخروج من الدور الأول، هناك لغاية الأسف حالة من الإحباط والتمزق النفسي، إذ لم تواجه هذه الحالة بالحكمة فسيضيع منا فريق وطني، أنا مؤمن أنه مازال بمقدوره أن يقدم الشيء الكثير·
شيء آخر هو أنه لم يعد يفصلنا عن بداية تصفيات كأس العالم سوى ثلاثة أشهر، ما يعني أن هناك عملا كبيرا في إنتظار الناخب الوطني الجديد·
المنتخب: هذا الناخب الوطني، لماذا لا تكون أنت، هل تشعر فعلا أنك رجل المرحلة؟
ـ بادو الزاكي: ليس أنا من يقرر، هناك جامعة هي المسؤولة عن إختيار الناخب والمدرب الوطني، إن كان علي أنا فأبدا لن أتردد في تلبية نداء الوطن، لطالما أنني أعتبر تدريب الفريق الوطني تشريفا قبل أن يكون تكليفا وأنتم تعرفون ما مثله الفريق الوطني في حياتي كلاعب وبعدها كمدرب، لذلك فأنا على أتم الإستعداد لتحمل المسؤولية في هذا الظرف بالذات·
المنتخب: ولماذا هذا الظرف بالذات؟
ـ بادو الزاكي: أولا لأنني رجل التحديات، وثانيا لأنني أحمل في رأسي خارطة الطريق، أعرف ما يجب فعله لرد الإعتبار للاعبين، لرفع حالة الإحباط التي حاصرتهم، وأيضا لتجاوز الكبوات السابقة، لقد تركت بعد رحيلي فريقا وطنيا قويا، أغلب عناصره موجودة وهي ما زالت قادرة على العطاء، وهناك بطبيعة الحال عناصر أخرى ظهرت في الآونة الأخيرة تستطيع أن تقدم إضافات نوعية·
المنتخب: عندما تصبح عودتك للإشراف على الفريق الوطني مطلبا وطنيا، عندما نسمع إسمك يتردد على كثير من الألسنة، بماذا يشعرك ذلك؟
ـ بادو الزاكي: بكثير من الفخر، وفيه أيضا كثير من الإنصاف·· لقد قلت مع نفسي يوم كنت أصوغ إستقالتي لأضعها أمام الجامعة ، ليس فقط بسبب أننا لم نصل إلى كأس العالم بألمانيا، ولكن أيضا لأنني وفريق العمل، كنا نشعر بنقص كبير في الحماية، قلت أنه سيأتي يوم تظهر فيه حقيقة العمل الذي قمت به بمعية كل المعاونين، واليوم عندما يطالب الرأي العام بنسبة لا أستطيع أن أحددها بعودتي للفريق الوطني، فهذا معناه أن الكل كان راضيا على ما أنجزته من قبل·
فوق ذلك يشعرني ذلك بمسؤولية، فما تصنعه من أجل وطنك، من أجل ملكك، من أجل فريقك الوطني، أكبر بكثير مما تصنعه لنفسك··أظنك عرفت قصدي··
المنتخب: القصد أنك تستبعد كليا الفشل؟
ـ بادو الزاكي: من طبعي أن لا أقبل بالفشل، وباستمرار أعمل من أجل أن أنجح، وعندما يتعلق الأمر بالفريق الوطني، فإنني أضغط على نفسي أكثر لأنجح، وفي ذلك توكل على الله سبحانه وتعالى، والذي يجازي الإنسان على قدر نيته وعلى قدر إخلاصه في العمل··
المنتخب: هل تشعر أنت أن الجامعة أحسنت جزاءك؟
- بادو الزاكي: لست ممن يعلق فشله على الآخرين، بالعكس أريد أن يشاركني النجاح كل الناس، والجامعة تعرف ماذا حققه الزاكي مع الفريق الوطني، كيف كان يعمل، كيف كان يفكر، وكيف كان يتدبر الإختلاف، لطالما أن القصد في النهاية هو خدمة الفريق الوطني··
المنتخب: طيب، أعود وأسألك، هل أنت مستعد للعودة إلى تدريب الفريق الوطني؟
- بادو الزاكي: أؤكد لك أنني بكامل الإستعداد لتدريب الفريق الوطني، وأعرف ماذا تمثل المرحلة، ما هي إكراهاتها، وما هي رهاناتها وتحدياتها؟ ولي كامل القدرة لأن أصالح الفريق الوطني مع نفسه ومع الجماهير أيضا،
ثم من أكون حتى أرفض نداء الواجب، لست أنا من يفعل ذلك برغم ما قاسيت وما عانيت، الوطن عندي أكبر من كل شيء، إنه فوق المساومة··
المنتخب: عندما نسأل إدارة الجامعة، يقولون أنك لم تضع بعد ترشيحك لتدريب الفريق الوطني؟
- بادو الزاكي: لا، أفهم·· هل أنا من يحتاج لوظيفة؟ هل هي مناقصة؟
الجامعة هي من يبحث عن مدرب وناخب وطني، وهي من يجب أن تدقق في البحث عن الأصلح للمرحلة، هي من يجب أن تتحمل كامل مسؤولياتها في ذلك؟
المنتخب: أظنك سمعت بالمعايير التي وضعتها الجامعة لاختيار مدرب وناخب وطني جديد، هل تعتقد أنك تستجيب لهذه المعايير؟
- بادو الزاكي: المعيار الوحيد الذي أعرفه ويعرفه الكل، أن بادو الزاكي أشرف بين 2002 و2005 على تدريب الفريق الوطني، وأنه نجح في بناء منتخب جديد، قاده لنهائي كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، ثم كان على بعد خطوة من نهائيات كأس العالم 2006، لقد خرج منها من دون أن يخسر أي مباراة·
أنت كمن تقول لي أن الزاكي كان صالحا لذلك الوقت ولم يعد صالحا لهذا الوقت··
المنتخب: يقولون أن عليك أن تضع سيرتك الذاتية لدى إدارة الجامعة؟
- بادو الزاكي: وهل إدارة الجامعة لا تعرفني؟ ألم تكن بحوزتها سيرتي الذاتية؟
المنتخب: ولكنهم يريدون معرفة ما إذا كانت لك الرغبة لتدريب الفريق الوطني الآن، أم لا؟
- بادو الزاكي: للمرة الثالثة ولو كان للمرة الألف، فسأقول أنني في أتم الإستعداد، ومهما تكن طبيعة التحديات، مهما يكن ما عانيته فأنا لا أستطيع أن أتخلف عن نداء الوطن··
المنتخب: نسمع أن هناك داخل الجامعة من يقول أن بعودة الزاكي قد يتكرر ذات الخطأ الذي ارتكب مع هنري ميشيل؟
- بادو الزاكي: الزاكي هو الزاكي وهنري ميشيل هو هنري ميشيل، أنا أحترم الرجل ولكنني لا أريد أن أوضع في مقارنة معه، فله ظروفه ولي ظروفي، له أسلوبه في العمل ولي أسلوبي في العمل··
صدقني ليس هناك مجال لوضع المقارنات·
المنتخب: أعود وأسألك لماذا لا تستصيغ مبدأ وضع ترشيحك؟
- بادو الزاكي: أنا أنطلق معك من حتمية، هي أن الجامعة الملكية لكرة القدم، هي من يبحث عن مدرب وناخب وطني تتطابق مؤهلاته وشخصيته ومرجعيته مع المرحلة التي قلت أنها مرحلة صعبة، ولكن العمل على تجاوزها ليس مستحيلا، لذلك فدور الجامعة أن تذهب في البحث عن مدرب يتناسب مع رهانات وتحديات المرحلة، ولا تنتظر أن يأتي المدرب إليها، المدربون الجيدون لا يعرضون أنفسهم··
لذلك أرى من غير المنطقي أن أقدم كتابة ترشيحي لتدريب الفريق الوطني، أولا إن كان على الإستعداد فأنا مستعد وأرى الأمر على أنه واجب وطني·
ثانيا إن كان على سيرتي الذاتية فهم يعرفونها جيدا·
سأقول لك، بعد أن إنفصلت عن الفريق الوطني، كنت مرشحا من قبل الجامعة السينغالية لكرة القدم لتدريب أسود التيرانغا، إتصلوا بي، عرضوا علي الأمر، وطلبوا مني عرضا بمطالبي المادية وأيضا كشفا بسيرتي الذاتية··
المنتخب: من وجهة نظرك، هل سيكون بمقدور الفريق الوطني أن ينهض سريعا من رماد الإقصاء والإحباط؟
- بادو الزاكي: بمقدوره أن يفعل ذلك، لو تهيأت له الأرضية الصحيحة، اللاعبون بحاجة إلى مناخ صحي يستعيدون منه ثقتهم ويردون لأنفسهم الإعتبار··
المنتخب: هل تابعت المنتخب المصري وهو يحقق ثاني لقب إفريقي له على التوالي؟
- بادو الزاكي: نعم وأهنئه على ذلك، وأهنئ بخاصة مدربه حسن شحاتة، الذي حصد بنجاح كبير ما زرعه من قيم بين لاعبيه، وحصد بنجاح أيضا الإستقرار التقني والعمل التصاعدي الذي ينجز في مصر على مستوى الأندية والمنتخبات، لقد رأيت أن منتخب مصر يتشكل بنسبة عالية من لاعبي الأهلي ثم من لاعبي الزمالك والإسماعيلي وقلة من المحترفين، وعندما نرى الأهلي كفريق القرن داخل إفريقيا وما يراكمه من ألقاب، ندرك سر النجاح·
المنتخب: ماذا عن شخصية حسن شحاتة؟
- بادو الزاكي: شخصية كاريزمية، آمن بأسلوبه في العمل، آمن بلاعبيه، ثم وهذا هو الأهم لم تنل منه كل الإنتقادات التي إستهدفته وحتى وهو يفوز باللقب الإفريقي سنة 2006 بمصر، لقد قدم الدليل على أن الناخب الوطني إذا كان من أبناء البلد، فإنه يقدم إضافة من طبيعة روحية ونفسية للمنتخب·
المنتخب: أتركك تضع خاتمة لهذا الحوار؟
- بادو الزاكي: أشكر كل الذين إعترفوا لي بالعمل الذي أنجزته من قبل مع أسود الأطلس، بدليل أنهم يطالبون اليوم بعودتي، وأقول رفعا لأي إلتباس، أنني لا أقدم أي شروط مسبقة للعودة لتدريب الفريق الوطني، فهذا واجب وطني يعلو على كل الأشياء
جريدة المنتخب
عبدالرحيم- مدير
- عدد المساهمات : 313
تاريخ التسجيل : 05/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى